![]()
المدخلية السلفية في العراق
نشأت المدخلية من الفكر الوهابي فقهيًا وعقديًا ، المنتمي الى تيار السلفية التي تأسست برعاية الدولة السعودية (العائلة الحاكمة بشكل خاص) وفي رعاية الحركات التكفيرية .
فالمدخلية تمثل حالة معدلة في آليات عملها واسلوبها والتحول للعمل التفصيلي من القوة الصلبة المباشرة إلى القوة الناعمة ، وتكفل مهامها وواجباتها واسباب وجودها ظل متماسكًا بالخوف والعمل الوهابي لخدمة العائلة الحاكمة وتغطيتها شرعيًا.
انشائها الشيخ محمد أبن أمان الجامي في مطلع التسعينات 1991م ، إستجابة لحاجة المملكة السعودية في تشريع قبول وجود القوات الإمريكية (الكفر) في الخطاب السياسي السلفي ، في أرض المسلمين وتولية من تريد على دولة الإسلام من المسلمين فكانت تسمى الجامية نسبة للشيخ أمان الجامي .
في عامين (1991-1990م) كانت الجماعات الإسلامية السنية ترفض وجود القوات الإمريكية وهددت في استهدافها ، فتصدت هذه المجموعة بقيادة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي إلى اصدار الفتاوي والاحكام وكامل الغطاء الشرعي للسلطة للاستعانة بالقوات الاجنبية الكافرة وصارت تسمى بالمدخلية ، وبذلك فهو تيار حكومي سعودي بغطاء إسلامي يبرر السلوكيات السياسية ويضع عليها الشرعية .
تجدر الاشارة ان السلطة السعودية لم تتخلى من التيار الاخر المتشدد التكفيري المنتشر في العالم .
الحركة المدخلية تستند على مبنى فقهي عام يقول:(الولاء المطلق للحاكم والطاعة الكاملة لولي الامر وعدم جواز الخروج عليه حتى لوكان فاسقا وظالما مالم يظهر كفرًا بواحا).
ومن هنا في تمثيل درعا شرعيا لحماية الحاكم من الثورة او التمرد او معارضة او خروج عن الامر السلطوي والاحتجاج عليه، فضلًا عن اطلاق يده بالاتفاق مع غير المسلمين للتولي على رقاب المسلمين ، وبذلك امان الحاكم المتولي .
وضع التيارات السنية في زاوية استهداف شرعي وقانوني مباشر من مثل تيار الاخوان المسلمين وحركة الصحوة الاسلامية التي انتقدت السعودية لاستعانتها بالقوات الامريكية خلال ازمة احجتياح الكويت عام 1990 م وظلت هذه الحركة برعاية ودعم الملك للمملكة وحمايتها .
المدخلية في العراق
أنتقل الفكر المدخلي للعراق بعد العام 2003 م أبان الغزو والأحتلال الإمريكي للعراق ، ودخول معظم الحركات بعنوانات مختلفة (جهاد، إنسانية ، حماية ، نفوذ ، نظام عربي ،…) ، قبل العام 2003 م كانت المدخلية خلايا متفرقة للتجمعات أفراد دون إطار تنظيمي مؤسسي ، إنتظمت بعد الاحتلال وأظهرت وجودًا في المساجد والمراكز الدينية .
أثارت قضية الشيخ عبد الستار القرغولي ، ردت فعل إعلامية واجتماعية وسياسية في الأوساط العراقية بمختلف مشارب المجتمع ، وجرى تسليط الضوء على هذه الحركة من النشأة الى الحادث المؤسف للشيخ القرغولي ، وتحايزت الأثارات يتحدد في القضية الى ثلاث مجموعات ،الاولى هي الاستكبار و السخط عليه والمخاوف بينهم المقترنة في تيار السلفية الارهابية التي انتجت القاعدة من داعش والنصرة والتي عاشت في العراق قتلا وتدميرا
فهذه المجموعة تمثل السواد الاعظم من الشعب العراقي بكافة طوائفه بل ان المجموعة السنية هي الاكثر خوفا من غيرها لاسباب تتعلق بالمعرفة التاسيسية لحركة هؤلاء واهدافهمالبعيدة في اقصاء ابناء الطائفة غير المنتمين لهذه الحركة السلفية ، وجماعة اخرى تحاول تاييدهم او تبنيهم لاسباب سياسية وهم جمهور قليل ، ومجموعة اخرى غير مهتمه بهذا الشان وتترقب توجيها خارجيا .
