الإنقسام الإمريكي من موقف الحرب
الكّاتب : البروفيسور حسين الديك
تحاول الولايات المتحدة الإمريكية فرض أتفاق استسلام على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وهي بذلك تعمل على عدة مسارات : اولًا : إنَّها تدعم الكيان الإسرائيلي في عدوانه على الشعب الإيراني ، والسيادة الإيرانية ، وفي ذلك أنتهاك جسيم للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة ، الجمهورية الإسلامية الإيرانية لديها كامل العضوية في هيئة الأمم المتحدة ، وميثاق الأمم المتحدة يكفل سيادة الدول الأعضاء . فهذا العدوان الذي أحدثته إسرائيل ضد الجمهورية الإسلامية أعتداء جسيم على سيادتها .
ثانيًا : تحاول الولايات المتحدة ان تتفاوض تحت النار ، بمعنى استمرار العمليات العسكرية والاعتداءات الإسرائيلية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، وفي الوقت نفسه يكون هنالك مفاوضات مع إيران . وهذا الثاني مرفوض إيرانيًا جملة وتفصيلاً .
ماتريده الولايات المتحدة هو أخضاع وإعلان استسلام من قبل الجمهورية الإسلامية ، تشارك واشنطن في الحرب من ناحيتين :
أولًا : الدعم اللوجستي لإسرائيل في عدوانها وعملياتها العسكرية .
ثانيا : الدفاع عن إسرائيل من خلال التصدي للطائرات الإيرانية التي تُطلق على العمق الإسرائيلي .
هناك انقسام حقيقي في المجتمع الإمريكي ، القسم الأول : هو الانقسام داخل الكونغرس الإمريكي مابين مجلس الشيوخ والنواب ، في مجلس النواب تم تقديم مشروع قانون يمنع الرئيس ترامب من مشاركة في الحرب مع إسرائيل .
وفي مجلس الشيوخ قدم سيناتور بيرني ساندرز ايضًا مشروع قانون يمنع الولايات المتحدة في المشاركة في هذه الحرب ، وسيتم التصويت على هذه المشاريع داخل الكونغرس الإمريكي .
القسم الثاني : هنالك انقسام حقيقي بين إمريكا والرأي العام الإمريكي ،60% من الشعب الإمريكي لايريدون من الولايات المتحدة الإمريكية ان تشارك في هذه الحرب وان تنخرط في هذه الحرب .
مايريده بنيامين نتنياهو هو انخراط إمريكا في هذه المواجهة العسكرية في الحالة الهجومية ، أيَّ ان تحرك الولايات المتحدة أساطيلها البحرية لضرب العمق الإيراني . وهذا مستبعد حتى هذه اللحظة .
لدى إيران قوة عسكرية تستطيع ان تستخدمها لضرب المصالح الإمريكية، والقواعد العسكرية في المنطقة .
لذلك أقدام الولايات المتحدة على خطوة مثل هذه يبدو محسوبًا بدقة إمريكية ويوجد تردد واضح من قبل الولايات المتحدة .
ان هذا العدوان على الشعب الإيراني ، عدوان غربي إمريكي بالدرجة الاولى ، وإسرائيل بحكمها طرفية تقوم بتنفيذ المصالح الإمبرالية في منطقة الشرق الأوسط .
وهذا ينقلنا الى العلاقة مابين الطرفية والدولة المركزية ، إسرائيل تنفذ أجندة غربية وهي مشروع استعماري زرعه الغرب في منطقة الشرق الأوسط لتنفيذ المصالح الغربية . التطورات الميدانية ووحدة الشعب الإيراني والانصياع نحو القيادة الإيرانية داخليًا هو الذي سيفشل مخططات الولايات المتحدة الإمريكية وإسرائيل وعدوانها .