تحليل وقياس مؤشر البؤس الاقتصادي في العراق وانعكاسه على التنمية البشرية
الكاتب : أ.د. حمدية الحسيني / كلية الأدارة والأقتصاد
يعد البؤس الاقتصادي مؤشر لحالة عدم استقرار الاقتصاد الكلي في مختلف البلدان وإن زيادته تشير الى سوء الظروف الاقتصادية الذي يؤدي الى تأخر الاقتصاد، وإن ظاهرة البؤس الاقتصادي في صياغته المبسطة هي مجموع التضخم والبطالة معا.
وتسعى اغلب دول العالم لتحقيق رفاهية اﻹﻨﺴﺎن وتلبية ﺤﺎﺠﺎﺘﻪ الكثيرة والجديدة المتعددة، وتعمل وفق خطط تنموية رصينة وتتطلع لتحقيق اهداف التنمية البشرية للألفية الجديدة كالقضاء على الفقر والمساواة بين الافراد وان يحصل الجميع على تعليم وصحة جيدين، اذ تنطلق رؤية العراق للتنمية البشرية الى “انسان مُمَكنْ في بلد آمن ومجتمع موحد واقتصاد منوع وبيئة مستدامة، ينعم بالعدالة والحكم الرشيد” نجد ان هذه الرؤيا إن جرى العمل على تطبيقها ستقضي على الفقر والمجاعة وتُمَكن الافراد من الحصول مستوى معاشي لائق يحسن من مستوياتهم التعليمية والصحية ويصبح الفرد اكثر إنتاجية وهذا ما يقضي على حالة البؤس الاقتصادي. ونجد اليوم أن تلك الدول تسعى الى خفض معدلات التضخم، وكذلك الحال تعمل جاهدة في الوصول الى الاستغلال الامثل للموارد البشرية قاصدة بذلك تخفيض معدلات البطالة، وبخفض هذين البعدين يتوجه البؤس الاقتصادي نحو الانخفاض ويرتفع نتيجة لذلك مؤشر التنمية البشرية.
ويُعد موضوع التنمية البشرية وعلاقتها بالبؤس الاقتصادي وخاصة في الوقت الحاضر ﻤن ﺒﻴن أﻫمالمواضيع التي تجد اﻫﺘﻤﺎم الباحثين ﻓﻲ الميادين اﻻﻗﺘﺼﺎدﻴﺔ واﻻﺠﺘﻤﺎﻋﻴﺔ والسياسية، فضلا عن ان العديد ﻤنالدول النامية تسعى الالتحاق بركب الدول المتقدمة.
وان مؤشر البؤس الاقتصادي يحدد الملامح العامة لأي اقتصاد من اقتصاديات الدول، ويكون بمثابة وسيلة إنذار لصانعي القرارات الاقتصادية والمخططين في البلدان لاسيما ان النشاط الاقتصادي يتأثر بصورة مباشرة وسريعة بالتضخم والبطالة وان هذين الاخيرين يعتبران العوامل الاساسية المؤثرة فيه. وعليه فإن مؤشر البؤس الاقتصادي يكون وسيلة للتعبير عن اهم المؤثرات في العملية الاقتصادية. وهو ظاهرة لا يخلو منها أي اقتصاد سواء كانت الدولة متقدمة أم نامية، لكن الاقتصادات النامية تعاني بشدة من البؤس الاقتصادي حيث تشكل مصدر قلق أكبر بكثير من البلدان المتقدمة، اذ انه يعد من الظواهر الأكثر شيوعا في وقتنا الحالي حيث مَسَّتْ شريحة لا يُستهان بها في المجتمعات مما وجه بالباحثين الى وضع برامج وخطط لتخفيف هذا الموضوع. وبالتالي يعبر مؤشر البؤس الاقتصادي عن حالة الاقتصاد الكلي في مختلف البلدان وزيادته تشير الى أن الظروف الاقتصادية تزداد سوءا وبالتالي تفاقم آفاقهم المستقبلية ويؤدي أيضاً الى تباطؤ عجلة الاقتصاد، لذا نجد ان هذا الموضوع يشكل عائقا للتقدم لابد التخلص منه.
وإن الاقتصاد العراقي يعاني منذ فترة من ازمة اقتصادية مركبة ومتعددة الابعاد، وان أحد ابعادها ومظاهرها هو البؤس الاقتصادي الذي ظهر بسبب عوامل عديدة اهمها الحروب والحصار الاقتصادي وتردي الوضع الأمني وغياب الرؤيا الاقتصادية في إدارة الاقتصاد العراقي. وإنَّ معدلات التضخم والبطالة في العراق عانت من ارتفاعات وانخفاضات نسبية متفاوتة خلال مدة الدراسة، وكان ذلك نتيجة الاوضاع غير المستقرة في البلاد، ولا تزال محاولات الدولة في خفض معدلات هذين البعدين ورفع مستوى التنمية البشرية مع محاولة الحد من الفقر ولكن هنالك صعوبة في تحقيق الهدف المرجو بسبب ما تقدم ذكره.
يمكن تعريف مؤشر البؤس الاقتصادي على انه عبارة عن كمية لها حجم واتجاه يتم تحفيزها عن طريق حجم البطالة ومعدل النمو والتضخم عند نقطة زمنية معينة فإن الحركة الصعودية في مؤشر البؤس الاقتصادي تشير إلى وجود سلوكيات سلبية للمستهلك مرتبطة بعدم الراحة الاقتصادية لدى الافراد
يتم احتساب مؤشر البؤس الاقتصادي بطرق عديدة، فحسب اوكون يتم احتساب مؤشر البؤس وفقا لما يأتي. (Ali, et al, 2004, 6)
OMI =Inf + un……… (1)
أذ ان:
OMI تشير الى مؤشر البؤس لدى اوكون
Inf معدل التضخم السنوي
un معدل البطالة الكلي