أ.د. عبدعلي كاظم المعموري
استقت الصهيونية فكراً وتطبيقاً، الكثير من تاريخ الممارسات الغربية بنسختيها الأوربية والأميركية في تعاملها مع شعوب الأرض الأخرى، وحتى فيما بينها، فالسلوك الموغل بالدموية والأبادية بأعلى صورها، له مصاديقه الواضحة في التاريخ الحديث والمعاصر، وهو نتاج طبيعي لحالة التزاوج ما بين الفكر التوراتي والمسيحي، ومما حشر فيه من حث وتبرير على التعامل الإجرامي والدموي مع الأخر، قد فعل فعله وتأثيره في كل مخرجات هذه الزيجة المشؤومة منذ أطلقها (مارتن لوثر) وإلى الآن.
أن فكرة أميركا استمدّت ممارساتها وذرائعيتها وأخلاقها ومعظم إسقاطاتها من حكايات العبرانيين وأساطير (إسرائيلهم) في العهد القديم والتلمود، حتى أن بلاغة العنف الأميركي مع الهنود الحمر (السكان الأصليين) للولايات المتحدة الحالية، ترجع استعارتها من أدبيات (فكرة إسرائيل) وأساطيرها المقدسة وأنماط سلوك (شخوصها)، بما فيه (العهد المقدّس) الذي أبرمه الحجّاج المستوطنين الأوربيين في سفينة ماي فلور مع يهوه في عرض المحيط الأطلسي. إن مخرجات الجهد الاستيطاني الأوربي لما يطلق عليه الآن الولايات المتحدة، قد ساهم بالكشف عن الولادة المبكرة للأيديولوجية الصهيونية، حتى قبل ولادة مؤسس الحركة الصهيونية بثلاثة قرون، وجعلت من أرض أميركا معادلاً لفكرة أنشاء (أرض الميعاد) اليهودية في فلسطين.
ولعل فكرة أنشاء كيان لليهود كان معمولاً بها في أميركا كمقاربة، كان قبل أطروحات الدولة الهرتزلية نهاية القرن التاسع عشر بثلاث قرون، والتي تمخض عنها وجود نوعين من اليهود هم يهود الروح (المسيحيين المتصهينين) ويهود الدم الذين هم ينتمون أصلاً للديانة اليهودية. ولهذا يمكن القول أن بريطانيا أولاً والولايات المتحدة ثانياً في رعايتهما لفكرة أنشاء كيان يهودي، هما المسؤولين تاريخياً وعملياً عن مأسي الفلسطينيين وحالة عدم الاستقرار والاضطراب التي تعيشها منطقتنا على مدى قرن كامل.
وهذا شكل لاحقاً معطى لتأسيس دولة يهودية (إسرائيل)، لتعتمد النهج نفسه في استبدال شعب بشعب وثقافة بثقافة، والسعي لقضم أراضي الأخر باستمرار، وأن لا تضع حدود حقيقية لدولتها، في ظل استنهاض البعد التدميري (اليهودي- الصهيوني)، من مخبئه ليفترش مساحة الأرض كلها، مثلما اعتمدت أميركا المبدأ القائل (بأن الولايات المتحدة لا يمكن أن تبقى أسيرة الحدود الضيقة، فالولايات المتحدة الأميركية هي تلك التي يحدها الشفق القطبي شمالاً والاعتدالين جنوباً والعماء البدائي شرقاً ويوم القيامة غرباً).
هذه المبدأ له تأثيره اللاحق في الفكر النازي الذي جاء بفكرة (المجال الحيوي= في أبسط تعريفاته هو : المساحة اللازمة لنمو واستمرار الكائن الحي = الدولة) لحاجة ألمانيا للتمدد فيها، والتي تلقفتها الصهيونية فيما بعد لترسخها كبعد في الفكر الصهيوني، الذي لا يعترف بحدوده الحالية ويجعلها مفتوحة تماماً مع حاجته للتوسع، وتتبع إسرائيل الحالة الأميركية عندما عملت على القضم المنتظم لإراضي الهنود الحمر أبان الاستيطان الأوربي الذي أسس الولايات المتحدة، وهو ما مارسته الصهيونية بدقة، وعندما أبدلت الولايات المتحدة شعب بشعب وأشاعت ثقافة بدل ثقافة أصيلة، ماثلتها الحالة الصهيونية في فلسطين.
وحتى أطروحات الأوربيين عن علو كعب الرجل الأبيض (الانكلو سكسوني بخاصة) مقارنة بالأعراق الأخرى (الأوربية غير الانكلو سكسونية- الآسيوية- الأفريقية- سكان أميركا الأصليين)، ودورهم في تأسيس الولايات المتحدة، هو الذي أستنبت بذرة التفوق العرقي التي العلامة الفارقة للنازية (الهتلرية)، وبأنهم الشعب الأرقى من بين شعوب الأرض، لهذا يتطلب الحفاظ على نقاء العرقي (الآري)، يعد متماثلاً مع عقيدة التفوق العرقي لليهود والحرص على نقاء شعب الله المختار.
لقد عبر (روبرت ويلش) رئيس تحرير المجلة اليهودية جويش روندشاد في افتتاحية 4 نيسان 1933 عن اغتباط صهاينة ألمانيا بصعود النازية، قائلاً: ((لقد قدمت النازية فرصة تاريخية لتأكيد الهوية اليهودية واستعادة الاحترام الذي فقده اليهود بالاندماج، إنهم (اليهود) مدينون لهتلر وللنازية)).
وهكذا نجد أن النازية والصهيونية متنافذتان فيما بينهما وقد غذت أحداهما الأخرى، بدلالة قول (حاييم وايزمان) زعيم المنظمة الصهيونية في المؤتمر الصهيوني الثامن عشر في براغ (إن كل ما يحدث لليهود في ألمانيا هو بناء جميل وعادل لإسرائيل)، ويعضده قول (حاييم كوهين) قاضي المحكمة العليا الصهيونية (إن سخرية القدر أرادت أن تكون الطروحات العرقية والبيولوجية التي يتبناها النازيون، هي نفسها التي يبنى عليها تحديد صفة اليهودية في إسرائيل).
وفي جانب أخر فقد خططت النازية للسيطرة على أوروبا تحت تأثير المجال الحيوي الذي تحتاجه ألمانيا وفقاً لقدراتها الصناعية والعسكرية، فأن الصهيونية (إسرائيل) خططت وتسعى وتعمل بكل الوسائل للسيطرة على منطقة الشرق الاوسط (الكبير)، هذا التوجه له دلالاته في أخذ الكيان الصهيوني باستراتيجية (المجال الحيوي المتحرك والمتناسب)، تبعاً لما قاله أسحاق شامير رئيس وزراء الكيان قبل عقود، (أن الجيل الحاضر تكفيه الحدود الحالية! والجيل القادم سيحتاج بالتأكيد إلى حدود أخرى؟). وهذا الشرق الاوسط الكبير من الممكن لإسرائيل أن تمده إلى حدود موريتانيا في الغرب وباكستان في الشرق، بحسب توصيفها (لمصطلح) الشرق الاوسط، وبمعاونة الولايات المتحدة وأوروبا وسخاءهما لتسهيل تمددها حتى لا يتعرضان لغضب الرب بحسب التعاليم التلمودية.
ومثلما احتاجت ألمانيا النازية للحروب العدوانية والإبادة الجماعية ومعسكرات الاعتقال لتؤكد سيطرة العرق الآري، فأن الكيان الصهيوني أعتمد منهج الحروب العدوانية والإبادة الجماعية والإرهاب والعنصرية، ليؤكد تفوق اليهود وهيمنتهم، وهذا ليس ابتكاراً صهيونياً خالصاً برغم ما يسنده من أساطير وحكايات (مختلقة) في التراث اليهودي، إلا أنه مستنسخ بتمامه وشكله ومتضمناته ودقته ليماثل حالة الاستيطان الأوربي لإراضي الهنود الحمر عند أنشاء الولايات المتحدة الأميركية.
إذ يقول عضو الكنيست (الإسرائيلي) يشيعاهو بن فورات في صحيفة يديعوت أحرونوت، أن الحقيقة الماثلة هي لا صهيونية من دون استيطان ولا دولة يهودية من دون تهجير العرب ومصادرة أراضيهم، وهذه حجر الزاوية في الايديولوجيا الصهيونية.
تستمد حالة العنف والابادة غير المسبوقة التي مارسها الكيان الصهيوني ضد سكان غزة، تطبيقاتها وتبريراتها من كتاب (توراة الملك) الذي ألّفه الحاخامين يتسحاق شبيرا، رئيس المدرسة الدّينيّة اليهوديّة بمشاركة يوسي ايليتسور التدريسي فيها والصادر عام 2009، والمستند على موقف التّوراة والشّريعة اليهوديّة من (الأغيار= غير اليهود) أو (الغوييم بالعبريّة)، والذي يجب على الدولة واليهود السير على وفقها، طالما أن اليهود هم فقط الآدميّون الحقيقيّون ويتبوّؤون المرتبة العليا على البشر، في حين أن الأغيار أو الغوييم هم مرتبة أدنى كثيراً تصل حد مرتبة البهائم، ويزعم المؤلفان لكتاب (توراة الملك)، أنه دليل الحائرين والمترددين الباحثين عن فتوى دينيّة يهوديّة في متى (يُسمح) بقتل العرب الفلسطينيّين، ومتى (ينبغي) ذلك وفق الشّريعة اليهوديّة، التي تؤكد على حق أيّ يهودي قتل أي شخص من أبناء نوح أذا خالف واحدة من الفرائض السبع، وتنفيذ هذا القتل لا يحتاج إلى الحصول على أذن أو جلب شهود لإثباته. بل يكفي معرفة الشخص القاتل بهذه المخالفة.
وعلى وفق هذا جرى تبرير القتل العشوائي والإبادة لسكان غزة، أو أيّ فلسطيني أو عربي، بما أورده مؤلفي كتاب (توراة الملك)، بأنه لا ينبغي قتل المقاتلين الذين يشاركون الحرب ضد إسرائيل فقط، بل قتل أيّ مواطن في المنطقة أو الدولة المعادية يشجع المقاتلين أو يعبر عن رضاه عن أعمالهم، وحتى المواطنين من الدولة المعادية اللذين لا يشجعون دولتهم في مقاتلة إسرائيل بأيّ شكل من الأشكال يسمح بقتلهم ايضاً، لأن العقيدة اليهودية تشك في نواياهم، إما الأطفال من عمر يوم واحد إلى سن الرشد والذين لم يخالفوا الفرائض السبع لعدم أدراكهم فيجب قتلهم ايضاً، بسبب الخطر المستقبلي الذين يشكلونه على الدولة اليهودية وإمكانية أن يتحولوا أشرار .
إن تحويل الأساطير العقائدية اليهودية إلى مشروعات سياسية عيانية على الأرض، أضحى أحد أهم أهداف إسرائيل والولايات المتحدة، لأنهاء ملف القضية الفلسطينية إلى الأبد بمساعدة الدول المطبعة (الأمارات- البحرين- المغرب وحتى السعودية)– التي يقول الصحفي الإسرائيلي (بن هنخت) في مقاله له في صحيفة (The Times) اللندنية في شباط ٢٠٢٣، بمجرد استكمال سيطرتنا فأننا سوف نهاجم الحجاز وندمر الأماكن المقدسة الخرافية في مكة والمدينة-، من دون أدراك مسبق لمألات ذلك على الأردن ومصر ولبنان وبلاد الشام معها وحتى العراق والسعودية، لكونها جميعاً تعد مطمح كبير لتحقيق ما يطلق عليه (إسرائيل الكبرى)، وأن مخطط الترانسفير للشعب الفلسطيني سيكون متوزعاً بدءاً من الأردن (أنهاء الحكم الهاشمي) في تهجير فلسطينيي الضفة الغربية تحت مشروع جديد (الأردن الكبير)، ولبنان وتهجير عرب الجولان نحو لبنان، وغزة نحو سيناء، وحتى حق العودة يمكن أن يكون في مناطق أخرى من مثل العراق .
وتمارس وسائل الأعلام الغربية (الأميركية خاصة) وبعض من العربية وكتابها (بقصد أو من دون قصد) دور (دائرة الشؤون الهندية) أبان استعمار واحتلال بريطانيا للهند، عندما أخذت على عاتقها (الافتراس الروحي) لتاريخ فلسطين والفلسطينيين، في تناول صورتهم وتاريخهم مثلما تهوى الأدبيات الغربية والصهيونية. وهذا يسانده عملية مكملة تتمثل (بالافتراس الجسدي) التي يجريها المستوطنون بشكل يومي للسكان الأصليين، ناهيك عن عمليات الإبادة الجسدية المنظمة والممهورة بسلاح الفتك الأميركي- الأوروبي.
وتعتمد العقلية الغربية (الأوربية- الأميركية)، إلى أن تجعل من السحق والابادة التي تلحق بضحايا من الشعوب الأخرى، أو ما يطلق عليه جدل العملية الاستعمارية بأن يتماهى الضحية مع الجلاد، ونزع الحقيقية الموضوعية من خلال كي الوعي لدى الرأي العام والشعوب بموجات دعائية مفبركة وقصص مختلقة، وإلباسها لباساً إنسانوياً شفافاً يستجلب التعاطف والتعاضد، لتبرير كل الأعمال الوحشية ليحولها إلى عملاً خلاصياً من الشر والعنف والارهاب.
مع أسدال الستار عما مارسه هؤلاء من اغتصاب لحق الشعب الفلسطيني وتهجيره وقتل أبناءه ومحاولة مسخ تاريخه، بناءاً على أساطير لا دليل عليها. جرى عدها مقدسات غير قابلة للمناقشة، وبالتالي فأن مقاومة هذا الكيان وعدم التطبيع معه وعدم قبول صهيونيته، من وجهة نظر الغرب يعد إرهاباً وعنصرية ومعاداة للسامية، وعندئذ يسهل دمغها بالعقوبات والتشويه والحرب أن تطلب الأمر.
ومع التطبيع الذي يجريه بعض المذلولين العرب (رؤساء وحكومات وسياسيين ومشايخ وأكاديميين وكتاب وإعلاميين)، والذي يجوز لنا أن نطلق عليهم (العرب المتصهينين)، تناظراً مع (المسيحيين المتصهينين)، بدأت تظهر كتابات تنتظم لتبرير فعلتهم الشنيعة (دينياً وأخلاقياً وحقوقياً وإنسانياً)، بالترويج إلى أخلاق الإسلام، عندما نعود إلى ينابيعه وأصوله في عهوده الأولى وتفسير رسالته وأحاديث نبيه، والذي شهد التعايش بين الاديان والعرقيات المختلفة، وهذا يراد له اختزال الصراع بين العرب والغرب بما فيهم الصهاينة، إلى أنه اختلاف مجرد في النظرة للأشياء من مواقع مختلفة، يمكن التقريب فيما بينها، من دون المرور على الأسس الحقيقية لهذا الصراع، الذي كانت مسبباته عند الغرب، وليس في المنطقة العربية، إلا أن أوضاع الغرب آنذاك وحضوره العالمي أباح له ترحيل (مشكلة اليهود مع الأوربيين) إلى منطقتنا وتحميل شعوبها وزرها.
ليس الخلاف بيننا وبين الصهاينة ومن وراءهم الغرب كله، هو الاختلاف في تعريف ما بعد الحداثة أو متضمنات التنمية البشرية أو الكيفية التي يتم فيها مأسسة حوار الحضارات أو الذوق في أيهما أفضل الموضة الإيطالية أم الفرنسية، كما يراد لتيار المطبعين إظهاره واختزاله وتسطيحه، بأنه مجرد تباين في وجهات النظر بين أولاد عمومة، بل هو خلاف متجذر مع الصهيونية وليس اليهودية، فلا نقاش في تعايش مختلف الأديان والأعراق على مر التاريخ في مجتمعاتنا العربية، فالخلاف في حقيقته ينصرف إلى ما تحتضنه الفكرة، في متبنياتها الإلغائية والتوسعية والإبادية والهيمنية التي (تؤمن بها) وتسلكها الصهيونية إزاء الشعوب العربية والإسلامية، ولا يتعلق فقط بالحالة الفلسطينية فحسب.
إن قبول حكام العرب ونظمهم السياسية المتحالفة مع الغرب بعملية سلب الحقوق الفلسطينية على مدى أكثر من 7 عقود، هو نتيجة لعلاقات التبعية والانقياد للولايات المتحدة، وإجبارهم للتقرب من الصهاينة وإقامة علاقات سياسية واقتصادية سرية ومعلنة معهم، بجانب اتفاقيات (التطبيع) التي عقدتها بعض الدول، قد ساعدت (الكيان الصهيوني) على (خلق مستعمرة من النمل الأبيض)، يراد لها أن تنخر قواعد البيت العربي حتى انهياره.
وما يراد له أن يطبق في المنطقة بشكل عملي وفعلي هي مشاريع إسرائيلية خالصة تحت مسميات مختلفة، تطرحها الولايات المتحدة من مثل الشرق الاوسط الكبير أو الجديد- مشروع الشام الجديد- مشروع الأردن الكبير، وحتى مشروع الممر البري (الهندي- الأماراتي- السعودي- الإسرائيلي)، يراد منها جعل الكيان الصهيوني قوة إقليمية فاعلة ومؤثرة لقيادة المنطقة بدلاً عن الولايات المتحدة والغرب، وهذه ترقية لجعل إسرائيل دولة إمبريالية مركزية شأنها شأن فرنسا وألمانيا واليابان. لها أدوارها في ضبط تفاعلات المنطقة وحرمان القوى الأخرى المنافسة أو المتطلعة من التمدد في هذا الحيز الجيوبولتيكي المهم للغرب. وهذا يؤشر بدء عوائد الاستثمار لمشروع (إسرائيل)، الذي كلف الغرب مساعدات ومنح وتعويضات تناهز (350) مليار دولار على مدى 75 عاماً.
الحكام العرب والكتاب المتملقين والعرب المتصهينين يحاولون دفع الناس دفعاً صوب الغرب بكل ما يحمله من مساندة ودعم ونصرة للصهيونية وبمقابله كرهاً وثاراً وانتقاماً من العرب والمسلمين، لغرض التطبيع والقبول بالتعايش غير المتوازن مع (إسرائيل)، هو بهدف طلب شهادة حسن السلوك والسيرة من جلاديهم الغربيين (أميركا- بريطانيا- فرنسا)، وليس من شعوبهم، لغرض بقاءهم على سدة السلطة والحكم، وهذه مفارقة تاريخية غريبة يقدم عليها حكام العرب، عندما يعودون القهقري إلى ما يقارب قرن من الزمن، مثلما اقدموا على طلب هذه الحماية من الغرب (بريطانيا- فرنسا) أبان انهيار الامبراطورية العثمانية؟.
إن حالة الفوران التي تشهدها المنطقة العربية ستذوى شيئاً فشيئاً لكونها محكومة بالانفعال والعاطفة، وستبرد كما يبرد الجرح، وإما النظم الحاكمة التي أجبرت على أطلاق بعض المواقف المتدنية والخجولة، كاستجابة مؤقتة لحين مرور عاصفة الهيجان الشعبي، فأنها مرتبطة بالمشروع الصهيو اميركي، لذلك تبدو الحاجة إلى إعادة شحن المنظومة الشعبية لإبقاء جذوتها، والى ثقافة جديدة تزيل المتاريس إزاء نصرة الإنسان المقهور، بما يرسخ مقاومة الظلم العالمي الذي تمارسه الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين.