المؤلفون: مجموعة باحثين
الناشر: مركز دالة لتحليل السياسات والاستشارات
توزيع: دار روافد للطباعة والنشر والتوزيع – بيروت
عدد الصفحات وسنة النشر: (104) صفحة / 2021
عرض: د. زينب شعيب
هذا الكتاب هو مجموعة بحوث ندوة اقامها مركز دالة لتحليل السياسات والاستشارات، اهتمت بمكانة العراق الجيو استراتيجية في المنطقة ومحاولات الولايات المتحدة من أدخال العراق ودول المنطقة مرة بالضغط وأخرى بالترغيب لجرها من خلال مشاريع تكاملية لصالح الكيان الصهيوني، وهذه المشاريع تنهال على المنطقة بين مدة وأخرى، من مثل الشرق الاوسط الكبير ومشروع الشام ولاحقاً الممر الهندي – الإسرائيلي.
فقد ناقشت البحوث أساليب التعاون الدولي والتحالفات والشراكات باختلاف الحقب الزمنية، ومع وجود مجموعة من التحالفات الدولية التي لم ترتقي إلا أن تكن مشاريع مزيفة، حيث تستغل العراق بتنفذ مصالح سياسية ودولية على حساب المصالح العراقية مثل اتفاقية الإطار الاستراتيجي مع الولايات المتحدة- جولات التراخيص _ترسيم الحدود مع الكويت – اتفاقية التعاون الاستراتيجي مع تركيا .. الخ، فجميع هذه التحالفات والاتفاقات كان العراق خاسراً فيها بامتياز، بالتالي فأن العراقيين بشكل عام ليسوا على يقين تام بأن هذه المشاريع والعلاقات غير المتكافئة للعراق مع محيطه العربي وبخاصة دول الجوار يراد منها بالحتم تنفيذ مشروع لجعل العراق اسيراً لأوضاع عدم الاستقرار، وارتهان ممكناته الاقتصادية لقوى خارجية، وممارسة النهب المنظم لموارده المالية، إفقار شعبه، وغيرها من أهداف حقيقية لاسرائيل في العراق، وأن مشروع الشام الجديد بالواقع مشروع يمثل رؤية أمريكية – اسرائيلية مشتركة، تجري فيها مخادمة سياسية وامنية واقتصادية، وتعويض لحلفاء امريكا ولدول الجوار الاسرائيلي ودعم النظم القائمة فيها، من اجل الحفاظ على اتفاقيات التطبيع، اضافة الى الاشارة بدور مصر والاردن السلبي تجاه العراق حيث ساهما في احتلاله من قبل القوات الامريكية .
وان المنطلقات الظاهرية لانشاء مشروع الشام الجديد التي اعلنتها الدول الثلاثة (العراق، مصر، الاردن) عام 2019، هي تعزيز ألية للتعاون حيث انطلقت البادرة في اجتماع قمة ثلاثي في العاصمة المصرية في اذار 2019 وتلتها قمة نيورك وقمة الاردن وقمة بغداد في 2021 وجميعها أكدت الرغبة في أطلاق المشروع، وقد أطلق تسميته هذه السيد مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء العراقي في حينه خلال زيارته لواشنطن في ايلول 2020، حيث كانت أصل الفكرة قائمة على دراسة أعدها البنك الدولي في اذار 2014 حول انشاء خط تجاري بري يضم (سوريا، لبنان، الاردن، الاراضي الفلسطينية) اضافة الى تركيا ومصر والعراق، والهدف المعلن منه هو تنويع قنوات نقل النفط الخام وبالاخص للأسواق العالمية بعيداً عن الممرات التقليدية (مضيق هرمز)، وكانت هذه الفكرة قد طرحت من زمن رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي، ولكن لم يتم أي اتفاق حولها، وأن للمشروع جذور تمتد الى ثمانينات القرن الماضي لكن العراق اشترط حينها أن تتكفل الولايات المتحدة الأمريكية بحماية الخط من التعرض الإسرائيلي له مستقبلاً، وتتكفل شركة بكتل الأمريكية التي تنفذ المشروع بدفع تعويضات في حال تعرضه لاضرار نتيجة عمل عدواني اسرائيلي، وبسبب رفض الشركة والولايات المتحدة الامريكية اعطاء تلك التعهدات القانونية كان قد تم اسدال الستار على المشروع، وبشكل عام فان القراءة الاستراتيجية للمشروع تنبئ بما يلي:
- المشروع يحمل بعدا جيو سياسي في المنطقة .
- يمثل المشروع تطبيق لاحدث المشروعات الأمريكية الاسرائيلية التي تسمى بالابراهيمية.
- يحمل أبعاد أمنية تهدف لإضعاف العراق وإخضاعه للهيمنة الأمريكية الإسرائيلية .
- اغراق العراق بمزيد من الديون .
- العراق يقترض لتمويل مشاريع اردنية ومصرية على أراضيهما، وثم يتكفل بسداد القرض، ويقدم نفطه بأسعار أرخص من الاسعار السوقية للنفط بمقدار 16 دولار للبرميل الواحد مقطوعة .
- ميناء العقبة غير أمن وبإمكان إسرائيل احتلاله، فما سيكون مصير الخزانات النفطية والمعدات؟
- التعويل على توفير طاقة من مصر يحمل مخاطر.
- هل ستسمح ايران بخروج العراق من منطقة نفوذها ؟
- لايوجد مقارنة بين مشروع الحزام والطريق الصيني وجعل ميناء الفاو الكبير أحدى محطاته الرئيسة وبين مشروع الشام .
- من المحتمل أن يكون هذا المشروع ضمن مخطط تقسيم العراق .
إما أهم دلالات انضمام العراق الى المحور الأمريكي في فترة حكومة السيد الكاظمي وهي :
- أنشاء المجلس التنسيقي السعودي العراقي في تشرين الاول 2017 .
- مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة بحضور تسعة دول، ثمان منها من المحور الأمريكي – الإسرائيلي
- مشروع الشام الجديد .
واهم عمق اقتصادي لهذا المشروع هو خفض مستوى العلاقات الاقتصادية مع إيران، والذي يمثل عزلها وتطويقها من جهة ويقابلها تنشيطع للعلاقات الاقتصادية مع دول حليفة لاسرائيل وربما اسرائيل نفسها، فهي محاولة لفرض تطبيع عراقي- اسرائيلي من الباب الخلفي، وغير المعلن رسميا، بدأ من الاقتصاد ثم ياتي الباقي على التوالي، وهي محاولة كسر أو ثلم الموقف الوطني والشعبي والتاريخي للعراق، بغية تقوية ركائز بعض الجهات السياسية وشخوصها المندفعين للتطبيع .